العربي
يوميات مجاهد  944367157
العربي
يوميات مجاهد  944367157
العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى العرب الثقافي و الترفيهي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 يوميات مجاهد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
didou
عضو جديد
عضو جديد
didou


الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 67
العمر : 29
تاريخ التسجيل : 28/08/2012

يوميات مجاهد  Empty
مُساهمةموضوع: يوميات مجاهد    يوميات مجاهد  Emptyالسبت سبتمبر 01, 2012 1:51 am



من يوميّات مجاهد إبّان الثورة التحريرية:
دخل محمد طريق الجهاد و عمره لم يتجاوز سن
العاشرة و كان بالكاد يستطيع التصويب بسلاحه,لكن الروح الوطنية و الوضع الذي تسير
فيه البلاد هو وضع يحتم على كل جزائري حمل السلاح و التوجه الى الجبال لمقابلة
العدو الفنسي الذي طال تواجده في ارض الإجداد و قد عزم المجاهدون على تحرير البلد
للإحفاد, كان محمد احد الذين تعتمد عليهم جبهة التحرير الوطني في ايصال المعلومات السرية بين فرق المجاهدين
الموزة في القاعدة الشرقية و هو في هذا العمل ينجزه ببراعة دون ادنى خطأ منذ استشهد
والده سنة سبعة و خمسين تسع مائة و الف , فتى شجاع فطن و سريع يمتاز بدقة الملاحظة
و حسن التصرف في المواقف الحرجة ,يعتمد عليه المجاهدين في ايصال المعلومات
المتنوعة ذات السرية الكبيرة .


السنة الآن هي تسع و خمسون تسع مائة و الفو
هاهو محمد يستلم رساله مهمة يرسلها مجموعة مجاهدين الى اخوانهم في الدود الجزائرية
التونسية و لقد خيّرة قائد الكتيبة بين الذهاب و البقاء بعدما اخبرة بصعوبة المهمة
و بخطورة الإقتراب من الحدود, فوافق محمد على المهمة و لم يفكر في التراجع فلطالما
خاض الصعاب و تحمل الشدائد و الذل في سبيل الجزائر , اعطاه القائد الرسالة و قال
له بأن لا يسمح للعدو ان يضع يده على هذه الرساله مهما حدث , تزود محمد ببعض الخبز
اليابس و حمل في جيبه كمية من الزيتون و انطلق بعد المغيب وغاب عن الأنظار داخل
الغابة ,


كان السير من البداية و حتى النهاية يعتمد
على الفطنة و الحذر الى اقصى الحدود , و حصول العدو على هذه الرسالة قد يعرض بعض
عناصر الجهاد للهلاك , انطلق محمد متّجها للشرق و هو يسير بخطا ثابتةو كان بعد كل
ساعتين يتوقف للإستراحة ,إستراحة قصيرة يتفقد فيها السماء التي يعظيها القمر من
ضوئه الفضي لمسة سحرية ,ثم يلتفت الى جيبه و يتفقد حالة الرسالة فيسمي الله و يتابع
المسير.


بعد ستّ ساعات من المسير كان محمد قد التقى
بعدد من المجاهدين اثناء سيرة حيث وجهوه عبر عدة طرق آمنة قبل ان يصل الى وجهته في
اقصى الشرق ., في منتصف اللّيل و اثناء إستراحته كان محمد يكافح من اجل ان يبقى
مستيقضا فلق كان اليوم الماضي متعبا كما انه لم ينم اللّيلة البارحة بسبب نقله
لأرغفة الخبز من عند امه الى المجاهدين , و من اجل ان لا ينام صعد الى شجرة طويلة
و جلس اعلى احد الأغصان الكبيرة حتى اذا غفى استيقظ بسرعة خوفا من السقوط و اثناء
جلوسه انتبه الى صوت دوي يقترب شيئا فشيئا و لقد كان هذا الصوت صوت محركات شاحنات
العدو


فنزل بسرعة حتي اذا استقر على الأرض انبطح
تحت صخرة شمخت بجانبها شجرة فلّين عملاقة , كان العدو يسير على طريق غير معبّد شق
داخل الغابة و مثله طرق كثيرة تربط كلها ثكنات العدو المتناثرة في كل مكان و التي
كانت تعجّ بالعتاد و العدة , مرّت فرقة العدو دون ان يتفطّنوا لمحمد الذي كان
رابضا في مكانه دون ان يصدر ادنى حركة او ينبس ببنت شفة .


بعد مرور العدو و ابتعاده شق محمد الطريق
بحذر ثم انطلق يجري مسرعا نحو وجهته .


قبل بزوغ فجر اليوم التالي جلس محمد و اخرج
رغيف الخبز من جيبه و خمس زيتونات ثم باشر
يأكل غير مبالي بالطعم او الجودة فالزيتو مرّ لدرجة كبيرة ولكن الخبز كان مألوفا له فهو خبز امه
الذي قامت بخبزه للمجاهدين , اكمل محمد و حمد الله على ما وهب من رزق حلال ثم
التقط حجر الأرض و تيمم ليقيم صلاة الفجر , اقام الصلاة و ركع و سجد و سلّم , ثم ّ
واصل المسير و بعد مدة قصيرة قصع سكونه صوت اطلاق نار ليس ببعيد عليه فإختبأ بسرعة
في مجموعة من الأحراش ثم اخذ ينظر الى مصدر الصوت , ولقد كان هناك إشتباك عنيف بين
مجموعة من صغيرة من المجاهدين و مجموعة غفيرة من قوّات العدو , شعر محمد بقرصة من
الخوف في قلبه و لكنه لم يخف على حياته فلطالما دعى ربه ان يموت شهيدا , لقد كان
الخوف على الرسالة و الوضع الذي سوف يصبح عليه المجاهدين إذا ماحصل العدو على هذه
السالة , فلقد قال له المجاهد الذي اعطاه الرسالة مت و لا تجعل الرسالة تقع في يد العدو .


صدم محمد عندما علم انه وسط دائرة محاطة
بالعدو فالقيادة الفرنسية أعطت امرا بتطويق المكان بعدما ثبت وجود المجاهدين فيها
, لقد كان افراد الجيش الفرنسي يحاولون الحصول على مواقع المجاهدين بشتى الطرق و
قد جعلهم ذلك يمسحون مفهوم الإنسانية من قلوبهم و من دستور تواجدهم في ارض الجزائر
فكانوا يمارسون التعذيب و التنكيل و التشريد و التجويع و العزل و حتى اساليب
الإغراء في سبيل القضاء على حزب جبهة التحرير السياسي و فرعه العسكري المعروف بيش
التحرير.


كانت دائرة الحصار تضيق على محمد شيئا فشيئا
, انطلق محمد في كل الإتجاهات و لكن عبثا يحاول فلقد كان محاصرا في دائرة كان يبدو
ان الخروج منها ضرب من الخيال , فلقد كان العدو مسلّجا تسليحا كاملا , و طلق واحد
من تلك الرشاشات كفيل بأن يجعل من محمد جثة هامدة , و ممّا زاد الطين بلّة هو ان
العدو قد اعتقل مجموعة المجاهدين الذين كان مشتبكا معهم , و بحركة خاطئة من محمد
كشف بها نفسة فلقد التقى بصره ببصر جندي فرنسي , انطلق محمد تحت صياح الجندي الذي
لفت انتباه بعض الجنود الآخرين فبدأت المطاردة , اطلق محمد قدماه للريح و لم يوقفه
حاجز واحد فلقد كان يناور ببراعة لكن اعداد الجنود قد تكاثرت من خلفه و قدماه
المرهقتان اتعبهما طول المسير , تعجب محمد من العدو اذلم يطلقوا عليه النار لكنه
سرعان ما علم انهم يريدون القبض عليه لإستجوابه و تفتيشه , فكر محمد من وراء
لهجاته ثم اخرج الرسالة من جيبه و زاد في السرعة , وضع طرف الرسالة في فمه ومزقه
ثم ابتلعة و اعاد الكرّة حتى ابتلع كامل الرسالة , و بمرور آخر قطعة على بلعومه ,
قلل من سرعته حتى توقف .


اعتقله العدوثم فتشه فلم يعثروا الا على عشر
زيتونات و قطعة خبز. فسيق الى شاحنة مصفحة
وضع فيها المجاهدين .ادخل معهم ثم اغلقت الشاحنة بإحكام ثم سار بهم العدو
مسيرة ساعة من الزمن , توقف دوي المحرات و فتح باب الشاحنة لتلتقي الأعين في صمت ,
ازلوا من الشاحنة بعنف و كان بوجههم سور كبير علموا فيمابعد انه سور السجن .سيق
المجاهدون الى الزنزانة و و يالها من زنزانة , كانت زنزانة حجمها ثلاث امتار على
اربعة امتار بإرتفاع لا يقل عن العشرة امتار فتحت في اعلى الجدار نافذة صغيرة
للتهوية . و اغرب من ذالك كان داخل هذه الزنزانة مالايقل عن الستين مجاهدا من رجال
و شيوخ اجبروا على الوقوف لترك مساحة كافية للحضور .


اغلق باب الزنزانة و لم يفتح الا عند المساء
عندما دخل الجنود و اخذو ثلاثة رجال و لم يطل الأمر حتى سمعنا صوت اطلاق النار عليهم
, و عند منتصف اليوم الموالي فتح باب الزنزانة من جديد و اخرج رجل كانت ملامح وجهه تدل على انه مجاهد في
النخاع


ثم سيق الى الخارج و كنا نسمع صوت صراخه
المشتد من حين لحين و بعد مرور مدة من الزمن اعيد ادخاله في حالة يرثى لها بعدما
عذّب و عذّب حتى خار قواه , كان العدو يعذّب الجنود من اجل اان يبوحوا بمعلومات عن
المجاهدين لكن ذلك كان بعيد المنال عنهم .


كان الجوع و العطش و ضيق التنفس يخيّمان مع
المساجين و كان الشيوخ اكثر من يعاني في ذلك المكان . بعد اربعة ايّام من دخول
محمد الى الزنزانة دخل جندي يحمل دلوا من الماء وضعه على الأرض و انصرف , فتدافع
الحضور الى الدلو بشغف و من حدّة التدافع انسكب الماء و لم يبقى منه قطرة واحدة .


فتح الباب و اخرج محمد من الزنزانه و سيق الى
ساحة السجن اين كان في انتظاره مجموعة من الجنود حاول وان يضغطو عليه حتى يبوح
بمكان من يعلم من المجاهدين , ضرب لمدة طويلة و لم يكفي ذلك فسيقالى غرفة و اجلس
على كرسيّ ثم غلّلت يداه بإحكام ,بعدها ربط في حلمة اذنه اليمنى سلك و اليسرى سلك
, و لم تطل المدة حتى صعق بتيار كهربائي اجبره ان يخرج صرخة دوّت لها اركان السجن
, عذب محمد بالتيّار الكهربائي لمدة عشر دقائق فكان صبره اقوى من شحنة الكهرباء و
عنف الجنود .


اغمي عليه فأعطى القائد امرا برميه خارج السجن فهو فتى و يبدوا
انه لا يعلم شيئا فتعذيب كهذا ينطق له الحجر فالنلتفت للكبار علّنا نجد ما ينفعنا.


استيقظ محمد فوجد نفسة مرميّا على الأرض و
الدم يسيل من انفه و اذنيه ثم وقف و واصل سيره نحو الشرق بخطى متباعدة .


عبر وادا فشرب منه ثم رأى جبلا كا عبارة عن
علامة اعطاها له قائد المجاهدين في بداية مسيرته. فصعده بصعوبة حتى وصل الى الى
المقرّ و قد اعطى الكلمة السرّية المتداولة بين المجاهين فأسعفوه و ضمدوا جراحه و
سرد لهم قصته .


فأمر القائد بالتوجّه نحو السجن و تحرير
المجاهدين لمحبوسين على هذه الكلمات نام محمد من شدة التعب و عيناه تحملان الأمل
في نصر قريب.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alarabi.forumalgerie.net/
 
يوميات مجاهد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العربي :: المنتديات الأدبية :: القصص و الرّوايات-
انتقل الى: