العربي
العطش 944367157
العربي
العطش 944367157
العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى العرب الثقافي و الترفيهي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العطش

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير
المدير العام
المدير العام
المدير


الجنس الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 86
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 02/08/2012

العطش Empty
مُساهمةموضوع: العطش   العطش Emptyالسبت أغسطس 11, 2012 7:45 pm








العطش


سقطت الشمس وراء الجبل و
كأنها لن تعود للإشراق ابدا , كان اعضاء المخيم قد نصبوا معسكرهم بعد
الزوال , لقد كان المخيم عبارة عن اربعة شبان تراوحت اعمارهم بين سن
السابعة عشر و الواحد و العشرون, و هذه ليلتهم الثانية خارج الديار, لقد
حملوا معهم ما لذ و طاب من مأكولات معلبة و لم يجلبوا معهم الماء الكثير
فلقد وضعوا النهر في حساباتهم.


بالاستناد الى الليلة البارحة , سوف تكون هذه الليلة من امتع الليالي , لم يشكك احد من الاربعة في هذا الاستنتاج .

يتواجد اعضاء المخيم في غابة كثيفة الشجر , وعرة في مسالكها , من صفاتها كثرة الضباب , و سكونها الممزوج بصوت الرياح .

زحف القمر حتى وصل الى قلب السماء ثم اخذ ينجلي تحت السنة الضباب الرمادي ,

اجتمع الرفاق حول النار بعدما تناولوا العشاء المعلب , ثم اخذوا يتجاذبون اطراف الحديث و كأنهم يدفعون الوقت , سأل احدهم :

- شباب .. كم الساعة ؟

اجابه الآخر :

نقترب من الحادية عشر ليلا انها الحادة عشرة الا ربع .

قرر الجميع الخلود للنوم عندما يلامس عقرب الساعة الحادية عشر , فغدا يوم حافل يجب التحضير له بالنوم و الراحة .

في هذه المدة القصيرة
اجريت قرعة الحراسة , و لقد وقعت على صغيرهم , تظاهر بالشجاعة معبرا عن ذلك
بوجهه , لكن هناك شعور يشبه الخوف او هو الخوف اصلا قد تسلل لقلب الحارس
الاول , سوف يحرس لساعتين ثم يخلد للنوم .


نام الثلاثة بسرعة فلقد
ارهقهم اليوم السابق كثيرا , و هاهو الحارس المتظار بالشجاعة يداعب الجمر
بعود صغير و هو يغني بصوت فيه حجرشة , لقد نال الخوف منه , انه الآن تحت
تأثير موجة الرعب , اهدابه تصعد و تنزل ببطئ و كأنه مخدر , سكنت حركته
تماما ثم قرر الوقوف لعل النعاس يتركه و شأنه , تحرك قليلا نحو حقيبته
لأخراج قنينة الماء


- آه لقد نفذ الماء

و كان النهر لا يبعد كثيرا فحمل المصباح اليدوي و قارورة الماء , و اتجه الى النهر و قد تدفق الادرينالين في جسمه و حتى اطرافه



كان يلتفت في الدقيقة
لكل الاتجاهات و كأنه مصاب بالصرع , قبل ان يصل للنهر ادرك انه قد اقترف
خطأ , فهو لم يخبر احد من اصحابه انه ذاهب لجلب الماء , فهم الآن بدون
ادنى حراسة .


- هل اعود ؟- كيف اعود و انا اسمع صوت الخرير ؟ - سوف املأ القارورة ثم اعود بسرعة .



بعد ملأ القارورة عاد
مهرولا . و حين وصل لم يجد احد من اصحابه , شك في انه قد اضاع الطريق في
هذا الجو الضبابي , فأخذ ينادي , بعدما عجز عن ايجادهم , لكن عبثا يحاول ,
فلا رد حتى الآن سوى رد الصدى .


انتبه قليلا فوجد انه
يقف في نفس المكان الذي خيموا فيه في الليله السابقة , و كان دليل ذلك اسمه
و اسم اصحابه المنقوش على شجرة الدردار , و كان هو من قام بالنقش لكن هذا
قي الليلة الماضية .


بعد مدة قصيرة كان الخوف
قد زال تماما كردة فعل نفسية و صار الاسلوب في التعامل مع الوضع مختلف
كثيرا , فلقد صار الولد يجري بدون وجهة محددة حتى ادميت قدماه , واصل الجري
بين الاشجار حتى تعب و سقط ارضا , و اخذ يبكي من شدة غموض الموقف و هوله ,
لكن هذا النحيب لم يدم طويلا فلقد سمع صوت انين يبعده بضع امتار فقرر ان
يسير نحوه لكن بهدوء بهدوء ممزوج بأنفس تخرج من اسفل صدره المرهق , الصوت
وراء هذه الشجرة , و ما ان اطل وراء الشجرة حتى صاء بأعلى صوته و سقط مغشيا
عليه و من شدة ما رأى فتح عينة الذابلة و اعادها الى مارأت لكنه تمالك
نفسه هذه المرة و اكتفى بالعض على شفتيه , لقد كان صديقه الاكبر في رحله
التخييم منزوع الاحشاء , مبتور الاطراف , و قد نزعت عينه اليسرى من جذورها ,
لقد كان المنظر بشعا حقا , تفوه بكلمة واحدة و هي << اهرب >>


هاهو الصديق الاكبر في رحلة التخييم يوقع على عقد وفاته بأنفاس اخيرة و رعشات بسيطة كات دليلا على توديعه الحياة .

تحرك الصغير للخلف قليلا و بخطوات غير واثقة و انطلق يجري لكنه انهار من شدة تعبه

و تربع على الارض و هو
يتخيل ماذا سوف يحدث له , من شدة الموقف شك في انه ربما يكون في احداث
كابوس , بقي كذلك حتى سمع صوتا مثل صوت قطرات الماء , كانت تبعده قليلا
فزحف اليها , و ما ان وصل اليها حتى ادرك انه دم و ليس ماء كما تخيل اليه


حرك راسه التعرق بحذر
نحو الاعلى ليرى فضاعة الصورة , من تبقا من اصحابه , معلقان في اعلى الشجرة
, و لقد بتر الرأس لكلاهما كما بترت الاعضاء , و كان واضح وضوح الشمس
انهما ميتان , لقد كان هذا كافيا ليسقطه ارضا و يدخله في نوم لعله الملاذ
الاخير للهرب من هذا الواقع .


هاهي ذي شمسنا , لقد
عادت للاشراق من جديد و هاهي ذي تلقي بشعاعها الدافئ على ارض الغابة التي
حملت في طياتها مأساة عاشها شاب بكل احداثها و كان ذنبه انه شعر بالعطش.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alarabi.forumalgerie.net
 
العطش
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العربي :: المنتديات الأدبية :: القصص و الرّوايات-
انتقل الى: